١٤٠ على ٩٠ المعدل الطبيعى لضغط الدم



فجرت الأوساط الطبية مفاجأة جديدة تقلب الموازين تماماً، وتعيد قطاعاً كبيراً من مرضى ارتفاع ضغط الدم إلى صفوف الأصحاء، بشرط مراجعة الأطباء لتقرير ذلك، حيث أعلنت الخطوط الإرشادية للجمعية الأمريكية لضغط الدم والجمعية الأوروبية لضغط الدم، أن المعدل الطبيعى للضغط هو ١٤٠ على ٩٠، وليس ١٢٠ على ٨٠ كما كان متفقاً عليه، بل وذهبت الخطوط الإرشادية إلى أبعد من ذلك، وقال الدكتور محمد صبحى، أستاذ أمراض القلب بكلية الطب جامعة الإسكندرية، إن الرقم الطبيعى لقياس ضغط الدم لم يعد متفقاً عليه بشكل نهائى، بل إنه مرتبط بدرجة الخطورة التى يتعرض لها المريض نتيجة إصابته بأمراض أخرى، وحدوث مضاعفات للضغط، وأشار إلى أن مريض السكر والكلى يختلف فى قراءته للضغط عن الشخص السليم، لافتاً إلى أن الهدف من أدوية الضغط هو خفض معدل ضغط الدم للشخص عند رقم ١٤٠ على ٩٠، على أن يكون الاختيار للأدوية بأنها التى تحمى أعضاء الجسم التى تتأثر بارتفاع ضغط الدم مثل الكلى والمخ والقلب.

وأضاف «صبحى» أنه فى حال عدم انخفاض ضغط الدم لدى المريض إلى المستويات الطبيعية استجابة للأدوية فيما يطلق عليه «ضغط الدم المقاوم للأدوية» ففى هذه الحالة يمكن التدخل العلاجى عن طريق قسطرة الضغط، فيتم الشفاء منه خلال ٣ شهور، حيث اكتشف حديثاً أن هناك مستقبلات داخل شرايين الكلى هى المسئولة عن ارتفاع ضغط الدم المزمن، ويتم حرق هذه المستقبلات عن طريق القسطرة فى نهاية شرايين الكلى، ولكن بشرط أن يكون قطر الشريان أكثر من ٤ مللى ولا يوجد بها تضييق، وقد أثبتت التجارب الأولية نجاحاً مدهشاً، لكن تظل نسبة لا تتعدى ٢٠٪ قد لا تستجيب، ويضيف أنه بعد إجراء تلك العملية يستمر المريض فى تناول الأدوية حتى تتحسن حالته.

وقال الدكتور محسن إبراهيم، أستاذ أمراض القلب بكلية الطب جامعة القاهرة، إن القياسات الطبيعية للضغط هى ١٤٠ / ٩٠ عند الأشخاص الأصحاء، الذين لا يعانون من أمراض، بينما عند كبار السن قد تتجاوز القراءات الطبيعية ١٥٠ على ٩٠، بينما الخطوط الإرشادية التى وضعت بمصر تقرر أن تشخيص مرض الضغط عند المسنين فوق ١٥٠ على ٩٥، حيث وجد أن القياسات تماثل الأرقام التى يتم الحصول عليها بتسجيل الضغط على مدى ٢٤ ساعة.

وأضاف «إبراهيم» أن هناك أكثر من طريقة لقياس الضغط: الأولى المتعارف عليها تعتمد على قياس الضغط داخل عيادة الطبيب، أو بالمستشفى بالجهاز الزئبقى، والثانية تعتمد قياس الضغط على مدار ٢٤ ساعة باستخدام جهاز الضغط المحمول، حيث يقيس الضغط كل نصف ساعة، وتختلف قراءاته من وقت لآخر، فالتسجيل أثناء النهار يختلف عن التسجيل أثناء الليل والمريض نائم، والثالثة هى قياس المريض لضغطه فى المنزل عن طريق جهاز الضغط الديجيتال.

وتابع «إبراهيم»: الاتجاه العالمى حالياً خاصة فى إنجلترا اعتماد قياس الـ٢٤ ساعة، لأنه ثبتت قدرته على التنبيه بحدوث المضاعفات فى المستقبل، ونظراً إلى أن الإمكانيات غير متوفرة فى مصر فنحن نعتمد على قياس الضغط عند الطبيب، لكن لا بد أن يخضع لمعايير دقيقة للتأكيد أنه قياس صحيح، بما فى ذلك مدى اطلاع الطبيب على الإرشادات والتوصيات العالمية والمحلية والاحتياطات التى يجب اتخاذها قبل وأثناء القياس.

وأشار «إبراهيم» إلى أن تشخيص مريض الضغط يختلف تماماً عن إعطائه دواء للضغط، لأن إعطاء الدواء لا يخضع فقط لأرقام بل يأخذ فى الاعتبار عوامل أخرى مرتبطة بسن المريض، والعوامل الأخرى المؤدية للإصابة بأمراض القلب مثل السكر، وتصلب الشرايين، والخلل بالدهون «مرض السمنة»، والتاريخ الوراثى، والتدخين، وهكذا يتم إعطاء الدواء بعد أسبوع أو اثنين لبعض الأشخاص، وآخرون يتم تشخيصهم بعد ٣ أو ٦ أشهر، لذلك لا يبدأ بالعلاج الدوائى لأنه يستمر مدى الحياة وهو حكم بالمؤبد.

وقال «إبراهيم» إن الشخص الطبيعى الذى لا يعانى أى أمراض، وضغطه ١٦٠ على ٩٥، يكتفى بتنظيم طعامه والإقلال من الملح، وإذا كان لديه وزن زائد يخفض وزنه مع زيادة حركته والامتناع عن التدخين وضبط أى خلل فى السكر والدهون، بينما إذا كان هناك مريض لديه خلل فى الشريان التاجى وهبوط فى القلب فيتم علاجه فى قياسات أقل من ١٤٠ على ٩٠ فكل حالة لها ظروفها.

المشاركات الشائعة