كيف تصبح مديرا فاشلا بنجاح !؟
هل تريد أن تصبح مديرا فاشلا ؟ إليك بعض النصائح التي ستجعل فشلك ذريعا ، و ستجعل مؤسستك أكبر مؤسسة فاشلة ، و لكن عليك تطبيقها بكل إخلاص و أمانة ! !
أولا : في أول يوم عمل لك اطلب اجتماعا لكل الموظفين و العاملين ، و تحدث فيه عن سوء المؤسسة ، و إنك ستكون رجل المستحيل الذي سيطهرها من كل الرذائل و لا تنس تحضير بعض العبارات المقيتة عن الفساد و المرتشين و الواسطة و المحسوبية و أنك ستقضى عليها ، و لا تنس كذلك أن توجه اتهامك إلي كل من حولك ، و أن تنظر بعين الشك و الريبة و تطعن في ولائهم جميعا ، و تهدد بتغيير الهيكل الإداري . و لا تنس الحديث عن تاريخك المشرق ، و أمجادك في الإدارات السابقة ، و مغامراتك العلمية في الهند و السند و جزر الواق واق ، و إنجازاتك في بناء البلاد و إصلاح العباد ، طبعا بكل تواضع ! !
ثانيا : ركز على أخطاء المدير السابق ، و حاول دائما إظهارها للجميع ، و تضخيمها ، و انسف كل الخطط السابقة و ألغي كل الأعمال و أبدا من جديد ، خطة جديدة و رؤية جديدة تتناسب مع متطلبات القرن الحادي و العشرين و العولمة و الحرب على الإرهاب !!
و بشكل فاضح يمكنك إفهام الجميع بأن المدير السابق لا يفهم في الإدارة ، كما يجب أن تغير أثاث مكاتب الإدارة و مكان المكتب و الأهم أن تستبدل السكرتيرة !
ثالثا : إياك ثم إياك أن تبتسم ، إني أحذرك ، لأن ذلك سيوحي لهم بأنك شخصية لطيفة و محبوبة ، و هذه أكبر كارثة إدارية يمكن أن تساهم في نجاح عملك ، لا تستخدم عبارات الشكر و المديح و الإطراء ، و إذا تحدثت مع موظفيك فلا تنظر إلي أعينهم و اجعل نظرك دائما في الأوراق التي أمامك ، و لا تصافحهم ، و لا تلق عليهم التحية لأنهم هم من يجب أن يلقوا التحية ، و يحب أن ترد التحية بشكل آلي و سريع .
رابعا: تعلم أن تبدو مخيفا مثل ( عمتي الغوله ) كيف ؟ إليك الطريقة ، عندما تتحدث اجعل صوتك جهوريا حينا ثم خافتا مرة أخري إن التذبذب في مستوى الصوت كفيل بخلق نوع من التوتر و الاضطراب لدى المستمعين ، أثناء حديثك اضرب بيدك بقوة على الطاولة ، و لا بأس من بعض الزفير المرتفع أحيانا ، أو تحطيم بعض معدات القرطاسية بين الفينة و الأخرى . اعقد الحاجبين و اجعل عيناك تخرجان من محجريهما حينا ثم تعودان حينا أخر مع ارتفاع مستوى الصوت و انخفاضه ، لا تنس أن تمش ببطء و لا تلتفت كثيرا و أن ترفع أرنبة الأنف قليلا ، و أن تنتعل حذاء يصدر صوتا عاليا أثناء المشي ، ما شاء الله ، إنك الآن مرعب حقا .
خامسا : كلما قابلت أحد موظفيك ، فأخبره دائما أنك تعرف كل صغيرة عنه و كل كبيرة ، و أنك ملم بكل أمور العمل العلنية و السرية ، و أنك مثل الشمس تشرق على الجميع . و إذا سنحت لك الفرصة لإهانته و الانتقاص من قدره فلا تضيعها ، و أحرص على أن تكون بين زملائه و كلما كان العدد أكبر كلما كانت النتائج أفضل ، و إذا قام بعمل جيد بين له أنه عمل عادي حتى لا يصاب بالغرور و يعتقد أنه أفضل منك ، طبعا الناس مقامات .
سادسا : المركزية ضرورية ، أحرص على أن تتخذ جميع القرارت بنفسك ، و إياك ثم إياك من تفويض الصلاحيات ، و حاول قدر الإمكان تعطيل كل الأمور في غيابك ، حتى يدركوا قيمة وجودك ، و اجعل المشكلات تتراكم و تتراكم ، و دع المشكلة الصغيرة حتى تكبر ، و المشكلة الكبيرة حتى تصبح كارثة .
سابعا : الإرهاب ، هدد بالفصل ، بالطرد ، بالإقصاء ، بالنقل ، بالخصم ، بمنع المرتبات ، بإيقاف الترقيات ، و أكثر من رسائل التوبيخ الرسمية ، و استخدام دائما عبارات سلبية مثل (ممنوع ، لا يجوز ، مستحيل ، لا داعي لهذه الأفكار السخيفة ، الميزانية لا تسمح ، هذا ليس من شأنك ، مش ممكن ، أعلى ما في خيلك أركبه ! ) إنها كفيلة بقتل كل بذور التفكير الإبداعي لدى الموظفين .
ثامنا : ازرع الفتنة و الشقاق بين الموظفين و رؤسائهم ، إن ذلك كفيل بأن يخلق نوعا من الحرب الأهلية داخل المؤسسة ، و بالتالي فإنهم يغفلون بها عن مراقبتك و تصيد أخطائك ، و يمكن بذلك القيام بمغامراتك المالية و العاطفية بدون رقيب أو حسيب .
و بعد عزيزي المدير ، إذا اتبعت هذه النصائح فإنها تضمن لك استمرارا في التنظيم ، و فشلا مؤكدا في تحقيق أهدافه ، وهو المطلوب مما يضمن لك حظا أوفر في الاستمرار في إدارتك الفاشلة بنجاح .
تعليقات
إرسال تعليق